قال صلى الله عليه وسلم :
(( من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرّق الله عليه ضيعته
وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له))
من خصائص الانسان انه لابد أن يعيش ولديه هم ، فلكل منا هموم يحملها في صدره - منها ما هو دنيوي وبعضها أخروي.
1- الهموم الدنيوية وما أكثرها :
مثل الرزق - الوظيفة – إحتياجات الأسرة - أخبار الفريق الكروي . . .
2- الهموم الأخروية :
مثل يوم القيامة والمصير إما إلى الجنة أو إلى النار - أحوال المسلمين - بر الوالدين – التخلص
من حقوق العباد. . .
الانسان يعيش في وسط كل هذه الهموم ، لكن ينبغي عليه أن يتخفف من شواغل الدنيا وهمومها ويجعل همّه الرئيسي هو الآخرة ،
وهذا ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
(( من جعل الهموم همّاً واحداً هم المعاد كفاه الله همّ دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك))
[ابن ماجه ح4106].
ماهو الهم الأول والاكبر الذي يسيطر على حياتك ؟
كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم
(( ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا))
حاول أن تكتب الهموم التي تهمك في ورقة، وانظر أهمها لديك، وأكثرها شغلاً لبالك، ثم انظر كم من هذه الهموم للدنيا وكم منها للآخرة.
كيفية التخلص من هموم الدنيا :
العلم :
1- التعرف أكثر على خالقك (الله) :
العلم بأسماءه الله الحسنى وصفاته العُلا التي بينها لنا لكى نعرفه بها وذلك من خلال تدبر آيات القرآن والتفكر في
مخلوقات الله والقراءة وسماع دروس العلم.
2- العلم بحقيقة الدنيا وأحوال الاخرة :
وذلك من خلال التفكر بأحوال الدنيا التي هي دار شقاء وفناء، وتدبر آيات
القرآن التي تتحدث عن الدنيا وعن الاخرة التي هي دار نعيم وبقاء،
وكذلك من خلال القراءة وسماع دروس العلم.
الصلاة:
وعن حذيفة قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى)
[أبو داود ح1319].
دعاء الله عز وجل:
عن أبي سعيد الخدري قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال:
((يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة، قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال:
أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك، قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال:
قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل
وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني))
[أبو داود ح1555].
الاستغفار:
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب))
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم):
عن أبي بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال:
(( يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه،
قال أبي: قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟
قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟
قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك))
وبذلك إن شاء ستتخفف من هموم الدنيا ويكون همك الرئيسي هو الآخرة وعندها سيجمع الله لك شملك
ويجعل غناك في قلبك وتأتيك الدنيا وهي راغمة.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:
(من دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً)